جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَأَنِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُمَتِّعۡكُم مَّتَٰعًا حَسَنًا إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى وَيُؤۡتِ كُلَّ ذِي فَضۡلٖ فَضۡلَهُۥۖ وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٖ كَبِيرٍ} (3)

{ وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ } عطف على أن لا تعبدوا ، { رَبَّكُمْ } من الذنوب السالفة ، { ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ } فيما تستقبلونه ، أو ثم ارجعوا إليه بالطاعة ، { يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا } يعيشكم في أمن وسعة ، { إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } إلى حين موت مقدر ، { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ{[2246]} } عن ابن عباس يؤت كل من فضلت وزادت حسناته على سيئاته فضل الله ، أي : الجنة أو يعط كل ذي عمل صلح جزاء عمله الصالح ، { وَإِن تَوَلَّوْاْ } أي : تتولوا ، { فإنيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } يوم القيامة .


[2246]:والاستغفار أول حال الرجع إلى الله فناسب أن يترتب عليه حال الدنيا فقال تعالى حكاية: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم" الآية (نوح: 12،11،10)، والتوبة هي المنجية فناسب أن يترتب عليها حال الآخرة فيكون من قبيل اللف والنشر المرتب /12 وجيز.