الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَنِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُمَتِّعۡكُم مَّتَٰعًا حَسَنًا إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى وَيُؤۡتِ كُلَّ ذِي فَضۡلٖ فَضۡلَهُۥۖ وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٖ كَبِيرٍ} (3)

ثم قال تعالى : { أن استغفروا ربكم } . ردا{[31835]} على { ألا تعبدوا } : أي : استغفروه من عبادة الأصنام ، أي : ارجعوا{[31836]} ، { يمتعكم متاعا حسنا } أي : ينسئ في آجالكم إلى الوقت الذي يشاء ، ويرزقكم من زينة الدنيا . وأصل الإمتاع : الإطالة{[31837]} .

ثم قال : { ويؤت كل ذي فضل فضله } : أي : يثيب من تفضل بفضل ماله ، أو قوته ، أو كلام حسن ، أو غير ذلك من وجوه الخير على غيره لوجه الله عز وجل{[31838]} .

قال ابن مسعود : من عمل سيئة كتبت واحدة ، ومن عمل حسنة كتبت عشرا ، فذلك فضل الله عز وجل . فإن عوقب بالسيئة في الدنيا زالت عنه ، وإن لم يعاقب بها أخذ من الحسنات العشر واحدة ، وبقيت له تسع حسنات{[31839]} .

ثم قال تعالى : { وإن تولوا } : أي : عما دعوتهم{[31840]} إليه يا محمد من الاستغفار ، والتوبة{[31841]} ، فقل لهم : { فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير } : أي : إن تماديتم على كفركم .

وقال{[31842]} الطبري : المعنى : فإن توليتم ، جعله ماضيا{[31843]} وهو على قراءة البزي{[31844]} : ( مستفعل ){[31845]} ، لأنه يشدد/ التاء{[31846]} .


[31835]:ط: رد.
[31836]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/229.
[31837]:ط: الإضالة. وانظر: اللسان: متع.
[31838]:انظر هذا التوجيه في: تفسير مجاهد 384، وجامع البيان 15/230، والمحرر 9/104.
[31839]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/231، وهو تضمين لمعنى الحديث الصحيح. الذي رواه البخاري، ومسلم في صحيحهما عن ابن عباس. وانظر: جامع العلوم 328-329.
[31840]:ق: دعوتكم.
[31841]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/231-232.
[31842]:ط: قال.
[31843]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/232.
[31844]:هو أحمد بن محمد بن القاسم، ولد سنة 170 هـ. أستاذ. محقق، وضابط، متقن، قرأ على أبيه، وعليه الخزاعي، وابن الحباب، وقنبل (ت250 هـ) انظر: الغاية 1/119-120.
[31845]:ط: مستفعل.
[31846]:انظر: قراءة البزي في: المحرر 9/105، والنشر 2/232-233 حيث عزاها أيضا إلى عيسى واليماني، والأعرج، وتقرأ بضم التاء واللام (تُوَلوا) وانظر: شواذ القرآن 63.