التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَأَنِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُمَتِّعۡكُم مَّتَٰعًا حَسَنًا إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى وَيُؤۡتِ كُلَّ ذِي فَضۡلٖ فَضۡلَهُۥۖ وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٖ كَبِيرٍ} (3)

قوله تعالى : { وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير }

قال الشيخ الشنقيطي : هذه الآية الكريمة تدل عل الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى من الذنوب سبب لأن يمتع الله من فعل ذلك متاعا حسنا إلى أجل مسمى ، لأنه رتب ذلك على الاستغفار والتوبة ترتيب الجزاء على شرطه . والظاهر أن المراد بالمتاع الحسن . سعة الرزق ، ورغد العيش ، والعافية في الدنيا ، وأن المراد بالأجل المسمى : الموت ، ويدل لذلك قوله تعالى في هذه السورة الكريمة عن نبيه هود عليه الصلاة والسلام : { ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم } وقوله تعالى عن نوح : { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا } .

قال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا غندر عن شعبة ، عن عمرو ابن مرة ، عن أبي بردة . قال : سمعت الأغرّ ، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، يُحدّث ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أيها الناس ! توبوا إلى الله . فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة " .

( صحيح مسلم4/2075-2076-ك الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ، ب استحباب الاستغفار والاستكثار منه ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : { يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى } ، فأنتم في ذلك المتاع ، فخذوا بطاعة الله ومعرفة حقه ، فإن الله منعم يحب الشاكرين ، وأهل الشكر في مزيد من الله . وذلك قضاؤه الذي قضى .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : { إلى أجل مسمى } قال : الموت .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد : { ويؤت كل ذي فضل فضله } قال : ما احتسب به من ماله أو عمل بيده أو رجله أو كلمة ، أو ما تطوع به من أمره كله .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : { ويؤت كل ذي فضل فضله } أي : في الآخرة .