جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَلَآ إِنَّهُمۡ يَثۡنُونَ صُدُورَهُمۡ لِيَسۡتَخۡفُواْ مِنۡهُۚ أَلَا حِينَ يَسۡتَغۡشُونَ ثِيَابَهُمۡ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (5)

{ أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ } ثنت الشيء إذ عطفته وطويته عن ابن عباس – رضي الله عنهما – كانوا يكرهون استقبال السماء بفروجهم حال وقاعهم فنزلت ، أو كان إذ مر أحدهم برسول الله ثنى عنه صدره وأعرض عنه وغطى رأسه فنزلت ، أو حين يقولون إذا رخينا ستورنا واستغشينا ثيابنا وطوينا صدورنا على عداوة محمد كيف يعلم ، أو نزلت في الأخنس بن شريق كان يظهر المحبة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم- وله منطق حلو وكان يعجب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مجالسته ومحادثته وهو يضمر عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو إما بمعنى الصرف من ثنيت عناني أو بمعنى الإخفاء أو بمعنى الانحناء ، { لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ } من الله وعلى ما نقلنا في الوجه الثاني من سبب النزول الضمير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، { أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ } يغطون رءوسهم بثيابهم ، { يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } يستوي في علم الله تعالى سرهم وعلنهم فكيف يمكن لهم أن يخفوا من الله تعالى شيئا ، { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } بما في قلوبهم .