محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَأَنِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُمَتِّعۡكُم مَّتَٰعًا حَسَنًا إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى وَيُؤۡتِ كُلَّ ذِي فَضۡلٖ فَضۡلَهُۥۖ وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٖ كَبِيرٍ} (3)

[ 3 ] { وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير 3 } .

{ وأن استغفروا ربكم } أي من الشرك { ثم توبوا إليه } أي بالطاعة . أو المعنى : ثم أخلصوا التوبة واستقيموا عليها ، كقوله{[4798]} : { ثم استقاموا } .

{ يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى } أي يطوّل نفعكم في الدنيا بمنافع حسنة مرضية ، من عيشة واسعة ، ونعم متتابعة ، إلى وقت وفاتكم ، كقوله{[4799]} : { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيبة } .

{ ويؤت كل ذي فضل فضله } أي ويعط كل ذي فضل في العمل الصالح في الدنيا أجره ، وثواب فضله في الآخرة .

{ وإن تولوا } أي تتولوا عن التوحيد والتوبة إليه { فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير } وهو يوم القيامة .

/ قال القاشاني : { كبير } أي شاق عليكم ، وهو يوم الرجوع إلى الله ، القادر على كل شيء ، أي يوم ظهور عجزكم ، وعجز ما تعبدون ، بظهوره تعالى في صفة قادريته ، فيقهركم العذاب ، ولذا قال تعالى : { إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير } .


[4798]:[41 / فصلت /30] و [46 / الأحقاف / 13].
[4799]:[16 / النحل / 97].