{ يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ } ، أي : ينسخ الله تعالى ما يشاء من الأقدار ويثبت منها ما يريد ، عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره يمحو ما يشاء إلا الشقاء{[2537]} والسعادة والحياة ، والموت وعن كثير من السلف : أنهم يدعون بهذا الدعاء{[2538]} اللهم إن كتبتنا مع الأشقياء فامحه واكتبنا سعداء ، و إن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا فإنك تمحو ما تشاء وتثبت ما تشاء وعندك أم الكتاب ، ولكل وقت حكم يكتب على عباده{[2539]} فيمحوا ما يشاء ويثبت بنسخ ما يستصوب نسخه ، وإثبات ما يقتضيه حكمته ، أو فيه تقديم وتأخير{[2540]} تقديره لكل كتاب أي : منزل من السماء مدة مضروبة عند الله تعالى يمحو ما يشاء ويثبت حتى نسخت كلها بالقرآن ، ويمحو الله ما يشاء من ذنوب عباده فيغفرها ويثبت بدلها الحسنات أو هو الرجل يعمل بطاعة الله تعالى ثم يعوج بمعصيته فيموت على الضلالة فهو الذي يمحو ، والذي يثبت ما يشاء فلا يغفرها ، أو يمحو الذنوب بالتوبة ويثبت هو الرجل يعمل بطاعته ويموت عليها أو يمحو لله ما يشاء من ديوان الحفظة كالمباحات ويثبت ما يتعلق به جزاء ، أو قال{[2541]} : قريش حين نزلت وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله ما نراك يا محمد تملك من شيء ، ولقد فرغ من الأمر فأنزلت هذه تخويفا ووعيدا لهم ، { وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } هو اللوح المحفوظ الذي لا يبدل ولا يغير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما الكتاب كتابان ، كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وكتاب لا يغير منه شيء ، أو المراد منه علم الله تعالى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.