جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَآئِنُهُۥ وَمَا نُنَزِّلُهُۥٓ إِلَّا بِقَدَرٖ مَّعۡلُومٖ} (21)

{ وإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ{[2619]} } ضرب الخزائن مثلا لاقتداره على كل مقدور ، وقد نقل في الحديث{[2620]} ، خزائن الله تعالى الكلام ، إذا أراد شيئا قال له : كن فكان ، { وَمَا نُنَزِّلُهُ } ما نعطيه ، { إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ } تعلقت به مشيئتنا فإن المقدورات غير متناهية والموجودات متناهية ، وقيل المراد من الشيء : المطر وما من عام أكثر مطرا من العام الآخر ، لكن الله تعالى يقسمه حيث شاء ، عاما يكثر بلد ، وعاما يقل .


[2619]:عند كثير من السلف، أن الخزائن على حقيقتها، وهي التي تحفظ في أمكنتها فإن للريح مكانا، و كذا للمطر، ولكل مكان ملك وحفظة، فإذا أمر الله بإخراج شيء منه أخرجته الحفظة بقدر ما أمر الله، وفي الأحاديث الصحاح ما يدل على صحة ما قال / 12 وجيز.
[2620]:رواه الحافظ البزار / 12 منه.، وأبو الشيخ / 12 فتح. [وقد ذكره ابن كثير في "التفسير"، (2/550) من طريق البزار، وفي سنده حيان بن أغلب بن تميم، قال البزار: لا يرويه إلا أغلب وليس بالقوي، وقد حدث عنه غير واحد من المتقدمين، ولم يروه عنه إلا ابنه].