المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَآئِنُهُۥ وَمَا نُنَزِّلُهُۥٓ إِلَّا بِقَدَرٖ مَّعۡلُومٖ} (21)

وقوله : { وإن من شيء }{[7146]} قال ابن جريج : وهو المطر خاصة .

قال القاضي أبو محمد : وينبغي أن تكون أعم من هذا في كثير من المخلوقات .

و «الخزائن » المواضع الحاوية ، وظاهر هذا أن الماء والريح ونحو ذلك موجود مخلوق ، وهو ظاهر في قولهم في الريح : عتت على الخزان وانفتح منها قدر حلقة الخاتم ، ولو كان قدر منخر الثور لأهلك الأرض ؛ إلى غير هذا من الشواهد . وذهب قوم إلى أن كونها في القدرة هو خزنها ، فإذا شاء الله أوجدها .

قال القاضي أبو محمد : وهذا أيضاً ظاهر في أشياء كثيرة . وهو لازم في الاعتراض إذا عممنا لفظة { شيء } وكيفما كان الأمر فالقدرة تسعه وتتقنه .

وقوله : { ننزله } ما كان من المطر ونحوه : فالإنزال فيه متمكن ، وما كان من غير ذلك فإيجاده والتمكين من الانتفاع به ، إنزال على تجوز .

وقرأ الأعمش : «وما نرسله »{[7147]} .

وقوله : { بقدر معلوم } روي فيه عن ابن مسعود وغيره : أنه ليس عام أكثر مطراً من عام ، ولكن الله تعالى ينزله في مواضع دون مواضع .


[7146]:[إن] نافية، [من] زائدة، وأصل الكلام: لا شيء إلا عندنا خزائنه.
[7147]:قال أبو حيان في البحر المحيط: "وهي قراءة تفسير معنى، لا أنها لفظ قرآن لمخالفتها سواد المصحف.