الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَآئِنُهُۥ وَمَا نُنَزِّلُهُۥٓ إِلَّا بِقَدَرٖ مَّعۡلُومٖ} (21)

وأخرج ابن جرير عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { وإن من شيء إلا عندنا خزائنه } قال : المطر خاصّة .

وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وما ننزله إلا بقدر معلوم } قال : المطر .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة ، عن الحكم بن عتيبة رضي الله عنه في قوله { وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم } قال : ما من عام بأكثر مطراً من عام ولا أقل ، ولكنه يمطر قوم ويحرم آخرون ، وربما كان في البحر . قال : وبلغنا أنه ينزل مع القطر من الملائكة أكثر من عدد ولدِ إبليس وولد آدم ، يحصون كل قطرة حيث تقع وما تنبت ومن يرزق ذلك النبات .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما نقص المطر منذ أنزله الله ، ولكن تمطر أرض أكثر مما تمطر الأخرى ، ثم قرأ { وما ننزله إلا بقدر معلوم } .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما من عام بأمطر من عام ، ولكن الله يصرفه حيث شاء ، ثم قرأ { وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم } .

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «ليس أحد بأكسب من أحد ولا عام بأمطر من عام ، ولكن الله يصرفه حيث شاء » .

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما من عام بأمطر من عام ، ولكن الله يصرفه حيث يشاء من البلدان ، وما نزلت قطرة من السماء ولا خرجت من ريح إلا بمكيال أو بميزان » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ما نزل قطر إلا بميزان .

وأخرج ابن أبي حاتم عن معاوية رضي الله عنه ، أنه قال : ألستم تعلمون أن كتاب الله حق ؟ قالوا : بلى . قال : فاقرؤوا هذه الآية { وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم } ألستم تؤمنون بهذا وتعلمون أنه حق ؟ قالوا : بلى . . ! قال : فكيف تلومونني بعد هذا ! ؟ فقام الأحنف فقال : يا معاوية ، والله ما نلومك على ما في خزائن الله ؛ ولكن إنما نلومك على ما أنزله الله من خزائنه فجعلته أنت في خزائنك وأغلقت عليه بابك . فسكت معاوية .