لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَآئِنُهُۥ وَمَا نُنَزِّلُهُۥٓ إِلَّا بِقَدَرٖ مَّعۡلُومٖ} (21)

{ وإن من شيء إلا عندنا خزائنه } الخزائن جمع خزانة هي إسم للمكان الذي يخزن فيه الشيء للحفظ يقال : خزن الشيء إذا أحرزه . فقيل أراد مفاتيح الخزائن وقيل : أراد بالخزائن المطر لأنه سبب الأرزاق والمعايش لبني آدم والدواب والوحش والطير ومعنى عندنا أنه في حكمه وتصرفه وأمره وتدبيره قوله تعالى : { وما ننزله إلا بقدر معلوم } يعني بقدر الكفاية . وقيل : إن لكل أرض حداً ومقدار من المطر . يقال : لا تنزل من السماء قطرة مطر إلا ومعها ملك يسوقها إلى حيث يشاء الله تعالى . وقيل : إن المطر ينزل من السماء كل عام بقدر واحد لا يزيد ولا ينقص ولكن الله يمطر قوماً ، ويحرم آخرين وقيل : إذا أراد الله بقوم خيراً أنزل عليهم المطر والرحمة وإذا أراد بقوم شراً صرف المطر عنهم إلى حيث لا ينتفع به ، كالبراري والقفار والرمال والبحار ونحو ذلك . وحكى جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده أنه قال في العرش تمثال جميع ما خلق الله في البر والبحر . وهو تأويل قوله وإن من شيء إلا عندنا خزائنه .