جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ يَنزَغُ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ كَانَ لِلۡإِنسَٰنِ عَدُوّٗا مُّبِينٗا} (53)

{ وَقُل{[2866]} لِّعِبَادِي } : المؤمنين قولوا التي هي أحسن ، { يَقُولُواْ } : الكلمة ، { الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } يعني في محاوراتهم ومخاطباتهم فيقولوا {[2867]} جواب الأمر والمقول محذوف ، { إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ } يهيج الشر ، { بَيْنَهُمْ } فإذا لم يكونوا على لين الكلام فلربما يفضي إلى المخاصمة والمشاجرة ، { إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا } وعن الكلبي ، أنها نزلت حين شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحش كلام المشركين وسوء خلقهم فقيل : الكلمة التي هي أحسن أن يقولوا يهديك الله ، وقيل : هذا قبل الإذن في الجهاد .


[2866]:ولما أمر تعالى بإبلاغ قوله: "قل كونوا حجارة" الآية وفيها نوع من التهكم والتبكيت وربما استن به المؤمنون فخاطبهم نحوه من عند لأنفسهم مما فيه نحو غلظة فنهاهم عن ذلك فقال: "قل لعبادي" الآية / 12 وجيز.
[2867]:تذكر قولنا في قوله تعالى: "قل لعبادي الذين آمنوا" (إبراهيم: 31) / 12 منه.