غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ يَنزَغُ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ كَانَ لِلۡإِنسَٰنِ عَدُوّٗا مُّبِينٗا} (53)

41

ثم أمر المؤمنين بالرفق والتدريج عند إيراد الحجة على المخالفين فقال :{ وقل لعبادي } أي المؤمنين لأن لفظ العباد يختص بهم في أكثر القرآن { فبشر عبادي الذين يستمعون القول } [ الزمر : 17 ] { عيناً يشرب بها عباد الله } [ الدهر : 6 ] { فادخل في عبادي } [ البقرة : 29 ] ، { يقولوا } الكلمة أو الحجة { التي هي أحسن } وألين وهي أن لا تكون مخلوطة بالسب واللعن والغلظة . ثم نبه على وجه المنفعة بهذا الطريق فقال : { إن الشيطان ينزغ بينهم } أي بين الفريقين جميعاً فيزداد الغضب وتتكامل النفرة ويمتنع حصول المقصود . ثم قال : { ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم } أيها المؤمنون بالإنجاء من كفار مكة إيذائهم { أو إن يشأ يعذبكم } بتسليطهم عليكم { وما أرسلناك } يا محمد عليهم وكيلاً أي حافظاً موكولاً إليك أمرهم إنما أنت بشير ونذير . والهداية إلى الله .

/خ60