ولما ذكر تعالى الحجة اليقينية في صحة المعاد وهو قوله تعالى : { قل الذي فطركم أوّل مرّة } قال تعالى : { وقل } يا محمد { لعبادي } أي : المؤمنين لأنّ لفظ العباد في أكثر آيات القرآن مختص بالمؤمنين قال تعالى : { فبشر عباد 17 الذين يستمعون القول } [ الزمر : 17 ، 18 ] . وقال تعالى : { فادخلي في عبادي } [ الفجر ، 29 ] . وقال تعالى : { عيناً يشرب بها عباد الله } [ الإنسان ، 6 ] . { يقولوا } للكفار الذين كانوا يؤذونهم الكلمة { التي هي أحسن } ولا يكافؤهم على سفههم بل يقولون يهديكم الله وكان هذا قبل الأذن بالقتال وقيل نزلت في عمر بن الخطاب شتمه بعض الكفار فأمره الله تعالى بالعفو وقيل أمر المؤمنين بأن يقولوا ويفعلوا الخلة التي هي أحسن وقيل الأحسن قول لا إلى إلا الله ، ثم علل بقوله تعالى : { إن الشيطان } أي : البعيد عن الرحمة المحترق باللعنة { ينزغ بينهم } أي : يفسد ويغري بعضهم على بعض ويوسوس لهم لتقع بينهم المشارّة والمشاقة وأصل النزغ الطعن وهم غير معصومين فيوشك أن يأتوا بما لا يناسب الحال . ثم علل تعالى هذه العلة بقوله تعالى : { إنّ الشيطان كان } أي : في قديم الزمان وأصل الطبع كوناً هو مجبول عليه { للإنسان عدوًّا } أي : بليغ العداوة { مبيناً } أي : بين العداوة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.