جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرۡسِلَ بِٱلۡأٓيَٰتِ إِلَّآ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلۡأَوَّلُونَۚ وَءَاتَيۡنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبۡصِرَةٗ فَظَلَمُواْ بِهَاۚ وَمَا نُرۡسِلُ بِٱلۡأٓيَٰتِ إِلَّا تَخۡوِيفٗا} (59)

{ وَمَا مَنَعَنَا {[2873]}أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ } أي : ما صرفنا عن إرسال الآيات المقترحة لقريش كفسحة مكة وجعل الصفا ذهبا ، { إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ } أي : إلا تكذيب من هو قبلهم وقومك مثلهم طبعا فلو أرسلناها وكذبوا بها لاستأصلناهم فقد جرت سنتنا على أن لا نؤخر من كذب بالآيات المقترحة فليس عدم إرسالها إلا العناية فإنه سهل علينا يسير لدينا ، { وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ } بسؤالهم ، { مُبْصِرَةً{[2874]} } آية بينة ، { فَظَلَمُواْ بِهَا } ، كفروا بها أو فظلموا أنفسهم بسببها فإنهم ، منعوا شربها وعقروها فعاجلناهم بالعقوبة ، { وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ } المقترحة أو مطلق الآيات ، { إِلاَّ تَخْوِيفًا } للعباد ليؤمنوا والباء زائدة أو المفعول محذوف وبالآيات حال .


[2873]:ولما قال بعض القرى نهلكها وبعضها نعذبها في وقت معين عندنا تقتضي حكمتنا أراد أن يبين أن مكة ما جاء وقت خرابها ولا وقت عذابها فقال: "وما منعنا أن نرسل" الآية / 12 وجيز.
[2874]:واختار تلك الآية من بين الآيات المقترحة للأولين لأن آثار إهلاكهم في بلاد العرب قريبة من حدودهم / 12 وجيز.