بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ يَنزَغُ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ كَانَ لِلۡإِنسَٰنِ عَدُوّٗا مُّبِينٗا} (53)

قوله : { وَقُل لّعِبَادِى يَقُولُواْ التى هِىَ أَحْسَنُ } ؛ قال ابن عباس : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذيهم المشركون بمكة بالقول ، فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزل { وَقُل لّعِبَادِى } ، أي المسلمين { يَقُولُواْ التى هِىَ أَحْسَنُ } ، أي يجيبوا بجواب حسن ، برد السلام بلا فحش . وهذا كقوله : { إِنَّ الشيطان لَكُمْ عَدُوٌّ فاتخذوه عَدُوّاً } [ فاطر : 61 ] { وَعِبَادُ الرحمن الذين يَمْشُونَ على الأرض هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجاهلون قَالُواْ سَلاَماً } [ الفرقان : 63 ] ؛ ويقال : نزلت الآية في شأن أبي بكر الصديق رضي الله عنه سبّه رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمر الله تعالى بالكف عنه ؛ ويقال : نزلت في شأن عمر رضي الله عنه كان بينه وبين كافر كلام .

ثم قال تعالى : { إِنَّ الشيطان يَنزَغُ بَيْنَهُمْ } أي يوسوس ويوقع بينهم العداء لعنه الله ليفسد أمرهم . { إِنَّ الشيطان كَانَ للإنسان عَدُوّا مُّبِينًا } ، أي ظاهر العداوة . وهذا كقوله : { إن الشيطان لكم عدو فاتخذكم عدوا } فاطر : 6