الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ يَنزَغُ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ كَانَ لِلۡإِنسَٰنِ عَدُوّٗا مُّبِينٗا} (53)

وقوله سبحانه : { وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا التي هِيَ أَحْسَنُ } [ الإسراء : 53 ] . اختلف الناس في { التي هِيَ أَحْسَنُ } : فقالت فرقةٌ : هي لا إله إِلا اللَّه ، وعلى هذا ، ف«العباد » : جميعُ الخلق ، وقال الجمهور { التي هِيَ أَحْسَنُ } : هي المحاورة الحَسَنة ، بحسب معنى ، قال الحسن يقول : يَغْفِرُ اللَّه لك ، يَرْحَمُكَ اللَّه وقوله : { لِّعِبَادِيَ } خاصُّ بالمؤمنين .

قالت فرقة : أمر اللَّه المؤمنين فيما بينهم بُحْسن الأدب ، وخَفْضِ الجناحِ ، وإلانة القَوْلَ ، وإطراحِ نَزَغاتِ الشيطان ، ومعنى النَّزْغُ : حركاتُ الشيطانِ بُسْرعة ليوجب فساداً ، وعداوةُ الشيطان البيِّنة : هي من قصة آدم عليه السلام فما بعد ، وقالَتْ فرقة : إِنما أمر اللَّه في هذه الآية المؤمنين بإِلانة القوْلِ للمشركين بمكَّة أيام المُهَادنة ، ثم نُسِخَتْ بآية السيف .