جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورٗا} (57)

{ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ {[2870]}الْوَسِيلَةَ } ، الذين صفة أولئك ويبتغون خبره أي : هؤلاء الذين تعبدونهم يطلبون القربة إلى الله كالملائكة وعيسى وأمه وعزير والشمس والقمر{[2871]} ، { أَيُّهُمْ أَقْرَبُ } بدل من فاعل يبتغون أي : يطلب من هو أقرب منهم الوسيلة فكيف لغيره ، { وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ } فكيف يستحقون الألوهية ، { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا } حقيقا بأن يحذر منه كل شيء حتى الرسل من الملائكة والبشر ، وعن ابن مسعود أنها نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرا من الجن فأسلم{[2872]} الجنيون والإنس الذين يعبدونهم لا يشعرون بإسلامهم .


[2870]:اعلم أن المقصود من هذه الآية الرد على المشركين كانوا يقولون: ليس لنا أهلية أن نشتغل بعبادة الله تعالى فنحن نعبد بعض المقربين من عباد الله وهم الملائكة ثم إنهم اتخذوا لذلك الملك الذي يروه تمثالا وصورة واشتغلوا بعبادته على هذا التأويل وليس المراد الأصنام لأنه تعالى قال في صفتهم: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربيهم الوسيلة} وابتغاء الوسيلة إلى الله تعالى لا يليق بالأصنام، و إذا ثبت هذا فتعين أن المراد الملائكة والمسيح وعزير والجن، ثم إنه تعالى احتج على فساد مذهبهم أن الإله المعبود هو الذي يقدر على إزالة الضر وإيصال المنفعة وهذه الأشياء التي يعبدونها وهي الملائكة والمسيح وعزير والجن، لا يقدرون على كشف الضر ولا على تحصيل النفع فوجب القطع بأنها ليست آلهة / 12 كبير.
[2871]:صرح بذلك هؤلاء ابن عباس ومجاهد / 12 منه.
[2872]:كذا ذكره البخاري / 12 منه. [أخرجه البخاري (4715)].