جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَوَجَدَا عَبۡدٗا مِّنۡ عِبَادِنَآ ءَاتَيۡنَٰهُ رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَا وَعَلَّمۡنَٰهُ مِن لَّدُنَّا عِلۡمٗا} (65)

{ فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا } : هو خضر وكان مسجى بثوب فسلم موسى عليه فقال : وأني بأرضك السلم { آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا } : علم الباطن إلهاما من رحمتنا . قال البغوي وغيره : أكثر أهل العلم على أنه كان نبيا بل كان{[2994]} وليا{[2995]} { وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا } مما يختص بنا لا يحصل بالكسب { عِلْمًا } .


[2994]:في الوجيز: والأصح أنه ولي من أولياء الله باق إلى الآن، وفي المنهية قيل: ملك وقيل: نبي وأما كونه باقيا إلى الآن، فالنووي وابن الصلاح على ترجيح القول بالبقاء وآثار السلف وواقعات الأولياء تدلان عليه /12.
[2995]:كذا نقل، وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح"، (6/500): "حكى ابن عطية البغوي عن أكثر أهل العلم أنه نبي، ثم اختلفوا هل هو رسول أم لا؟ ونقل عن القرطبي قوله: هو نبي عند الجمهور والآية تشهد بذلك، لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يتعلم ممن هو دونه، ولأن الحكم بالباطن لا يطلع عليه إلا الأنبياء. ا هـ. والآية التي أشار إليها في كلامه هي قول الخضر لموسى: "وما فعلته عن أمري" وبها استدل على نبوته. وانظر تفسير القرطبي (5/401)، وابن كثير (3/100). وقال أبو جعفر ابن المناوي بعدما قرر أن الخضر نبي: أو عقدة تحل من عقد زندقة الصوفية هو أن يكون الخضر نبيا، إذا إنهم يثبتون له بالولاية وستدلون بذلك أن الولي أرفع درجة من النبي!! فانتبه.