جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَيۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} (158)

{ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ {[257]} } : جبلان بمكة ، { مِن شَعَآئِرِ اللّهِ } : من أعلام مناسكه ، { فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ } ، الحج والعمرة عبادتان معينتان في الفقه ، { فَلاَ جُنَاحَ } : إثم ، { عَلَيْهِ } ، في { أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا } : بالجبلين ، كان فيهما صنمان معروفان ، وأهل الجاهلية إذا سعوا مسحوهما ، فلما جاء الحق وزهق الباطل ، كره المسلمون الطواف بينهما فأنزل الله ، وعند الشافعي : هو ركن الحج بدليل الأحاديث والآية لا {[258]} تنافيه ، { وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً } ، من صلاة وزكاة وطواف وغيرها ، أو تطوع بالسعي عند من يرى أنه سنة {[259]} ونصب خيرا على المفعول المطلق ، أو تطوع بمعنى : فعل وأتى ، { فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ } مجازيه بعمله ، { عَلِيمٌ } ، لا يخفى عليه خافية .


[257]:ولما كان الحج أخا الجهاد، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم أحد الجهادين، وفيه نقص الأموال، والصبر على هجران الأصحاب، وترك الوطن، وفيه مشاهدة القبلة، وهي متمنى الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الصفا والمروة من شعائر الله"/12 وجيز
[258]:إذا عرفت مورده كما ذكرناه، بل قوله: "من شعائر الله" أي: ما شرع الله تعالى في مناسك الحج يؤيده/12 منه
[259]:وهو مذهب ابن عباس وأنس والزهري/12 منه