تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَيۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} (158)

{ إن الصفا والمروة من شعائر الله } وذلك أن الحمس ، وهم : قريش ، وكنانة ، وخزاعة ، وعامر بن صعصعة ، قالوا : ليست الصفا والمروة من شعائر الله ، وكان على الصفا صنم يقال له : نائلة ، وعلى المروة صنم يقال له : يساف في الجاهلية ، قالوا : إنه

حرج علينا في الطواف بينهما ، فكانوا لا يطوفون بينهما ، فأنزل الله عز وجل : { إن الصفا والمروة من شعائر الله } ، يقول : هما من أمر المناسك التي أمر الله بها ، { فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما } ، يقول : لا حرج عليه أن يطوف بينهما لقولهم : إن علينا حرجا في الطواف بينهما ، ثم قال سبحانه : { ومن تطوع خيرا } بعد الفريضة ، فزاد في الطواف ، { فإن الله شاكر عليم } لأعمالكم عليم بها ، وقد طاف إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة .