{ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ } ، أي : ليس البر أن تصلوا ولا تعملوا بعد ذلك شيئا ، كما هو في أول الإسلام ، فهذا حين نزول الفرائض ، أو قبلة {[283]} اليهود المغرب وقبلة النصارى المشرق ، فأنزل الله أو لما {[284]} تحولت القبلة شق ذلك على أهل الكتاب وبعض المؤمنين ، فهذه الآية بيان حكمته ، وهو أن المراد امتثال أوامر الله ، وهو البر وليس في لزوم التوجه قبل مشرق أو مغرب بر إن لم يكن عن أمر الله ، { وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ } أي : برّ من آمن ، أو ذا البر من آمن بالله { وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ } ، أي : جنسه ، أو القرآن ، { وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ{[285]} } : حب المال ، أي : أخرجه وهو محب له ، وقيل : على حب الله ، { ذَوِي {[286]} الْقُرْبَى } : قرابات الرجل ، { وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ } ، من لا يجد ما يكفيه ، { وَابْنَ السَّبِيلِ } : المسافر الذي انقطع عنه ما يكفيه في سفره والضعيف صرح به السلف { وَالسَّآئِلِينَ } : من ألجأته الحاجة إلى السؤال ، { وَفِي الرِّقَابِ {[287]} } ، أي : في تخليصها بمعاونة المكاتبين ، وقيل في فك الأسارى ، { وَأَقَامَ الصَّلاةَ } : المفروضة ، { وَآتَى الزَّكَاةَ } : المفروضة ويكون قوله : " وآتى المال " بيان المصارف ، أو صدقات السنة ، { وَالْمُوفُونَ {[288]} بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ } : الله والناس ، عطف على من آمن ، { وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء } : حال الفقر ونصبه على المدح {[289]} لفضل الصبر ، { والضَّرَّاء } : المرض ، { وَحِينَ الْبَأْسِ } : القتال لله ، { أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا } ، في إيمانهم ، { وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } ، لأنهم اتقوا المحارم وفعلوا الطاعات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.