جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَانٗا وَذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ ثُمَّ تَوَلَّيۡتُمۡ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنكُمۡ وَأَنتُم مُّعۡرِضُونَ} (83)

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ } ، ذكرهم بما أمرهم في التوراة ، { لاَ تَعْبُدُونَ } ، وهو {[123]} نفي بمعنى النهي مقدر بالقول أو تقديره أن لا تعبدوا ، فلما حذف " أن صار الفعل مرفوعاً فيكون {[124]} بدلاً من الميثاق أو معمولاً له بحذف الجار {[125]} ، { إِلاَّ {[126]} اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } ، تقديره تحسنون أو وأحسنوا بهما إحساناً ، { وَذِي الْقُرْبَى } : القرابة ، { وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ } : من لا يجد ما ينفق على نفسه وأهله ، { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً } : قولاً {[127]} حسناً وسماه حسناً للمبالغة دخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، { وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ } : بطريق فرض عليكم في ملتكم ، { ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ } أعرضتم عن الميثاق وهو التفات {[128]} سواء كان خطاباً مع الموجودين ومن قبلهم بالتغليب أولا ، { إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ } من ثبت على اليهودية قبل نسخها أو من أسلم ، { وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ } : قوم عادتكم الإعراض .


[123]:خبر بمعنى النهي وهو أبلغ من صريح النهي لما فيه من الاعتناء بشأن المنهي عنه وتأكد طلب امتثاله حتى كأنه امتثل وأخبر عنه وعبادة الله إثبات توحيده وتصديق رسله والعمل بما أنزل الله في كتبه/12 فتح
[124]:أي: أن لا تعبدوا/12منه
[125]:أي: بأن لا/12 منه
[126]:فيه التفات، إذ الظاهر إلا إيانا /12 منه
[127]:والظاهر أن هذا القول الذي أمرهم الله به لا يختص بنوع معين، بل كل ما صدق عليه أنه حسن شرعاً كان من جملة ما يصدق عليه هذا الأمر/12 فتح
[128]:لقوله ميثاق بني إسرائيل/12