الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{بَلۡ قَالُوٓاْ أَضۡغَٰثُ أَحۡلَٰمِۭ بَلِ ٱفۡتَرَىٰهُ بَلۡ هُوَ شَاعِرٞ فَلۡيَأۡتِنَا بِـَٔايَةٖ كَمَآ أُرۡسِلَ ٱلۡأَوَّلُونَ} (5)

ثم قال تعالى : { بل قالوا أضغاث أحلام }[ 5 ] .

أي : بل قال المشركون : الذي{[45743]} جاء به محمد أضغاث أحلام . أو هم أضغاث أحلام{[45744]} . أي : لم يصدقوا بالقرآن ، ولا آمنوا به ولكن قالوا : هو أضغاث أحلام ، أي رؤيا رآها{[45745]} في النوم .

( والأضغاث ) الأخلاط{[45746]} . ومنه { وخذ بيدك ضغثا } .

وقال بعضهم : بل هي فرية واختلاق من عند نفسه .

وقال بعضهم : بل محمد . . . شاعر ، فنقض بعضهم قول بعض .

ثم قالوا بعد ذلك . ونقضوا قولهم كلهم ورجعوا عن ما قالوا ، فقالوا : { فلياتنا بآياته كما أرسل الأولون } أي : بل يأتينا محمد بآية تدل على صدقه ، كما جاءت به الرسل قبل محمد ؟ من مثل الناقة ، وإحياء الموتى وشبهه . وذلك منهم تعنت ، لأن الله تعالى قد أعطاه من الآيات ما لهم فيها{[45747]} كفاية ، وإنما دخلت ( بل ) في هذا وليس في الكلام{[45748]} جحد لأن الخبر عن أهل الجحود والتكذيب{[45749]} ، فدخلت ( بل ) لذلك .


[45743]:ز: ذلك الذي.
[45744]:أحلام سقطت من ز.
[45745]:ز: رؤياها. (تحريف).
[45746]:انظر: تهذيب اللغة 8/4 واللسان (ضغث).
[45747]:ز: فيه.
[45748]:ز: الكلام العرب.
[45749]:بعد التكذيب زيادة وقع في ز.