جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ} (214)

{ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ{[3727]} } فإن الاعتناء بشأنهم{[3728]} وفو


[3727]:وفي البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال: لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فعم وخص، فقال: (يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا، يا معشر بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا، ويا مشعر بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا، يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لك ضرا ولا نفعا، ألا إن لكم رحما، وسأبلها ببلاها)، قال الشوكاني في شرح الصدور بعد ذكر الحديث: فإذا كان هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخص قرابته به، وأحبهم إليه فيما ظنك بسائر الأموات الذين لم يكونوا أنبياء معصومين ولا رسل مرسلين، بل غاية ما عند أحدهم أنه فرد من أفراد هذه الأمة المحمدية، وواحد من هذه الملة الإسلامية فهو أعجز أن ينفع أو يدفع عنها ضرا، وكيف لا يعجز عن شيء قد عجز عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر أمته كما أخبر الله عنه وأمره بأن يقول للناس بأنه لا يملك لنفسه شيئا من ضر ولا نفع، وأنه لا يغني عن أخص قرابته من الله شيئا، فيا عجبا كيف يطمع من له أدنى نصيب من علم أو أقل حظا من عرفان أن ينفعه أو يضره فرد من أفراد أمة هذا النبي الذي يقول عن نفسه هذه المقالة، والحال أنه فرد من التابعين له المقتدين بشرعه، فهل سمعت أذناك أرشدك الله بضلال عقل أكبر من هذا الضلال الذي وقع فيه أهل القبور، إنا لله وإنا إليه راجعون / انتهى 12.
[3728]:فإنهم والناس سواء في أنهم معذبون إن لم يهتدوا /12 وجيز.