التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ} (214)

قوله تعالى { وأنذر عشيرتك الأقربين }

قال الشيخ الشنقيطي : هذا الأمر في هذه الآية الكريمة بإنذاره خصوص عشيرته الأقربين ، لا ينافي الأمر بالإنذار العام ، كما دلت على ذلك الآيات القرآنية كقوله تعالى { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا } وقوله تعالى { وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ } وقوله تعالى { وتنذر به قوما لدا } .

قال البخاري : حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني عمرو بن مرّة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزلت { و أنذر عشيرتك الأقربين } صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادي : يا بني فِهر ، يا بني عدّي لبطون قريش حتى اجتمعوا ، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو ، فجاء أبو لهب و قريش ، فقال : أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي ؟ قالوا : نعم ، ما جربنا عليك إلا صدقا . قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد . فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم ، ألهذا جمعتنا ؟ فنزلت { تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب } .

( صحيح البخاري 8 / 360 ك التفسير سورة الشعراء ، ب ( الآية ) ح 3770 ) ، ( صحيح مسلم الإيمان ، ب في قوله تعالى { و أنذر عشيرتك الأقربين } رقم 207 ) .

قال البخاري : حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد ابن المسيب و أبو سلمة بن عبد الرحمان أن أبا هريرة قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله { و أنذر عشيرتك الأقربين } قال : يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم ، لا أغني عنكم من الله شيئا . يا بني عبد مناف ، لا أغني عنكم من الله شيئا . يا عباس بن عبد المطلب ، لا أغني عنك من الله شيئا . و يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، لا أغني عنك من الله شيئا . ويا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و سلم سليني ما شئت من مالي ، لا أغني عنك من الله شيئا .

تابعه أصبغ عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب .

( صحيح البخاري 8 / 360 ك التفسير سورة الشعراء ح 4771 ) ، ( صحيح مسلم الإيمان ، ب في قوله تعالى { و أنذر عشيرتك الأقربين } رقم 207 ) .