جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَتَفَقَّدَ ٱلطَّيۡرَ فَقَالَ مَالِيَ لَآ أَرَى ٱلۡهُدۡهُدَ أَمۡ كَانَ مِنَ ٱلۡغَآئِبِينَ} (20)

{ وَتَفَقَّدَ } : تعرف ، { الطَّيْرَ{[3750]} } فلم ير فيها الهدهد ، { فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ } كأنه ظن أنه حاضر{[3751]} ، ولا يراه لساتر ، ثم لاح أنه غائب فقال : { أَمْ كَانَ } بل أكان ، { مِنَ الْغَائِبِينَ } كأنه يسأل عن صحة ما لاح له ، عن ابن عباس : إن الهدهد يدل سليمان على الماء ينظر الماء تحت الأرض ، ويعرف كم مساحة بعده ، ويخبره فيأمر الجن بالحفر ، فنزل بفلاة يوما ولم يجده{[3752]} فقال :


[3750]:تعرفها، وذلك للاهتمام بالرعايا، قيل: كان يأتيه من كل صنف واحد فلم ير فيها الهدهد /12 وجيز.
[3751]:لأن العادة أن لا يذهب من جنده إلا بإذنه /12 وجيز.
[3752]:نقله محيي السنة وقال: قال سعيد بن جبير: لما ذكر ابن عباس هذا قال له نافع بن الأزرق: يا وصاف انظر ما تقول ! إن الصبي منا يصنع الفخ، ويحثوا عليه التراب فيجيء الهدهد ولا يبصر الفخ حتى يقع في عنقه، فقال له ابن عباس: ويحك إن القدر إذا جاء حال دون البصر، وفي رواية: إذا نزل القضاء والقدر ذهب اللب وعمى البصر / 12 منه.