جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَوۡاْ عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمۡلِ قَالَتۡ نَمۡلَةٞ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمۡلُ ٱدۡخُلُواْ مَسَٰكِنَكُمۡ لَا يَحۡطِمَنَّكُمۡ سُلَيۡمَٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (18)

{ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ } هو بالشام ، أو بالطائف ، ولما كان إتيانهم من فوق عدَّى بعلي ، أو المراد قطعه كما تقول : أتى على الشيء إذا أنفده وبلغ آخره ، { قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ } لما نسب إليهم ما يختص به العقلاء بحسب الظاهر خاطبهم خطاب العقلاء ، { لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ } أي : لا تكونوا حيث أنتم فيحطمنكم ، استئناف ، أو بدل من الأمر ، { وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } أنهم يحطمونكم ، فيه إشعار بأنهم لو علموا لم يحطموا ؛ لأنهم جنود نبي ،