الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَتَفَقَّدَ ٱلطَّيۡرَ فَقَالَ مَالِيَ لَآ أَرَى ٱلۡهُدۡهُدَ أَمۡ كَانَ مِنَ ٱلۡغَآئِبِينَ} (20)

وقوله تعالى : { وَتَفَقَّدَ الطير } [ النمل : 20 ] .

قالت فرقةٌ : ذلك بحسْبِ ما تقتَضِيه العنايةُ بالمَمْلَكَةِ والتَّهمُّمِ بكل جُزْءٍ منها ، وهذا ظاهر الآيةِ أنَّه تَفَقَّدَ جميعَ الطيرِ ، وقالت فِرقةٌ : بل تَفَقَّدَ الطيرَ ؛ لأَنَّ الشَّمْسَ دَخَلَتْ مِنْ مَوضِعِ الهُدْهُدِ فكان ذلك سببَ تفقدِ الطيرِ ليَبِينَ مِنْ أين دَخَلَتِ الشمسُ ، وقال عبدُ اللّهِ بن سلاَم : إنما طلبَ الهدهدَ لأنه احتاجَ إلى معرفةِ الماءِ على كَم هو مِنْ وَجهِ الأرضِ لأنه كانَ نَزَلَ في مفازةٍ عَدِمَ فيها الماءَ ، وأن الهُدْهُدَ كان يَرَى بَاطِنَ الأرضِ وظاهرَها فكان يخبرُ سليمانَ بموضع الماءِ ، ثم كانتِ الجنُّ تُخْرجُه في ساعةٍ ، وقيل غير هذا واللّه أعلم بما صح من ذلك .