ثم شرع سبحانه في ذكر قصة بلقيس ، وما جرى بينها وبين سليمان ، وذلك بدلالة الهدهد ، فقال : { وَتَفَقَّدَ الطير } التفقد : تطلب ما غاب عنك ، وتعرّف أحواله ، والطير : اسم جنس لكلّ ما يطير ، والمعنى : أنه تطلب ما فقد من الطير ، وتعرف حال ما غاب منها ، وكانت الطير تصحبه في سفره ، وتظله بأجنحتها { فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى الهدهد أَمْ كَانَ مِنَ الغائبين } أي ما للهدهد لا أراه ؟ فهذا الكلام من الكلام المقلوب الذي تستعمله العرب كثيراً ، وقيل لا حاجة إلى ادّعاء القلب ، بل هو استفهام عن المانع له من رؤية الهدهد ، كأنه قال : مالي لا أراه ؟ هل ذلك لساتر يستره عني ، أو لشيء آخر ؟ ثم ظهر له أنه غائب ، فقال : { أم كان من الغائبين } و { أم } هي المنقطعة التي بمعنى الإضراب قرأ ابن كثير وابن محيصن وهشام وأيوب { مالي } بفتح الياء ، وكذلك قرؤوا في يس { وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الذي فَطَرَنِي } [ يس : 22 ] بفتح الياء ، وقرأ بإسكانها في الموضعين حمزة والكسائي ، ويعقوب ، وقرأ الباقون بفتح التي في [ يس ] وإسكان التي هنا . قال أبو عمرو : لأن هذه التي هنا استفهام ، والتي في [ يس ] نفي ، واختار أبو حاتم وأبو عبيد الإسكان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.