ثم شرع سبحانه في ذكر قصة بلقيس وما جرى بينها وبين سليمان وذلك بدلالة الهدهد فقال :{ وتفقد الطير } التفقد تطلب ما غاب عنك ، وتعرف أحواله . والطير اسم جنس لكل ما يطير ، والمعنى أنه تطلب ما فقد من الطير ، وتعرف حال ما غاب منها ، وكانت الطير تصحبه في سفره وتظله بأجنحتها .
{ فقال : ما لي } وقرئ بسكون الياء { لا أرى الهدهد ؟ } أي ما للهدهد لا أراه ؟ فهذا من الكلام المقلوب الذي تستعمله العرب كثيرا . وقيل : لا حاجة إلى ادعاء القلب ، إذ المعنى صحيح بدونه ، بل هو استفهام واستخبار عن المانع من رؤية الهدهد ، كأنه قال : ما لي أراه هل ذلك لساتر يستره عني ؟ أو لشيء آخر ؟
قال الكلبي : ولم يكن له في مسيره إلا هدهد واحد ، والهدهد معروف .
ثم ظهر له أنه غائب فقال : { أم كان من الغائبين ؟ } فلم أره لغيبته ، و ( أم ) هي المنقطعة التي بمعنى الإضراب ، عن ابن عباس أنه سئل : كيف تفقد سليمان من بين الطير ؟ فقال : إن سليمان نزل منزلا فلم يدر ما بعد الماء ، وكان الهدهد يدل سليمان على الماء ، فأراد أن يسأله عنه ففقده ، قال سعيد بن جبير : لما ذكر ابن عباس رضي الله عنه هذا قيل له ، كيف ذلك : والهدهد ينصب له الفخ يلقى عليه التراب ويضع له الصبي الحبال فيغيبها فيصيده فقال : إذا جاء القضاء ، ونزل القدر ذهب اللب ، وعمي البصر ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.