بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَتَفَقَّدَ ٱلطَّيۡرَ فَقَالَ مَالِيَ لَآ أَرَى ٱلۡهُدۡهُدَ أَمۡ كَانَ مِنَ ٱلۡغَآئِبِينَ} (20)

ثم قال عز وجل : { وَتَفَقَّدَ الطير } يعني : طلب الطير ، وذلك أنه أراد أن ينزل منزلاً ، فطلب الهدهد { فَقَالَ مَالِيَ لِىَ لاَ أَرَى الهدهد } وكان رئيس الهداهد ، وكان سليمان قد جعل على كل صنف منهم رئيساً ، ثم جعل الكركي رئيساً على جميع الطيور . قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة { مَا لِى } بسكون الياء . وقرأ الباقون بنصب الياء ، وهما لغتان : يجوز كلاهما ، ثم قال : { أَمْ كَانَ مِنَ الغائبين } يعني : أم صار غائباً لم يحضر بعد . ويقال : الميم للصلة ، ومعناه أكان من الغائبين يعني : أصار من الغائبين . وذكر أن الهدهد كان مهندساً يعرف المسافة التي بينهم وبين الماء . ويقال : كان يعرف الماء من تحت الأرض ، ويراه كما يرى من القارورة .