جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُۥ عِلۡمٞ مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن يَرۡتَدَّ إِلَيۡكَ طَرۡفُكَۚ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسۡتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيمٞ} (40)

{ قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ } جنس الكتب السماوية ، وهو آصف{[3775]} كاتبه صديق يعلم اسم الله الأعظم ، وعن بعض هو خضر ، وكان عرشها في اليمن وسليمان في بيت المقدس ، { أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ } أي : قبل أن ترد طرفك التي أرسلت نحو شيء ، وهذا مثل في الإسراع ، وآتيك في الموضعين يحتمل الفعل واسم الفاعل ، { فَلَمَّا رَآهُ } : العرش ، { مُسْتَقِرًّا } : حاصلا ، { عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي } اعتراف بأنه فضل ، وهو غير مستحق به ، { لِيَبْلُوَنِي } : يعامل معي معاملة من يختبر بعده ، { أَأَشْكُرُ{[3776]} } نعمه فأرى ذلك من فضله بلا حول ولا قوة مني ، { أَمْ أَكْفُرُ } بأن أرى نفسي مستحقا له أقصر في أداء مواجبه ، والفعلان بدلان من مفعول يبلو ، { وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِه } ترجع فوائده إليه ، { وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ } عن شكره ، { كَرِيمٌ } بالإفضال على من يكفر ،


[3775]:يعلم اسم الله الأعظم ودعاؤه: يا ذا الجلال والإكرام، أو يا حي يا قيوم، أو يا إلهنا وإله كل شيء إلها واحدا لا إله أنت ائتني بعرشها /12 وجيز.
[3776]:والشكر كما قيل قيد للنعمة الموجودة وصيد للنعمة المفقودة /12 وجيز.