جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَىٰٓۗ ءَآللَّهُ خَيۡرٌ أَمَّا يُشۡرِكُونَ} (59)

{ قُلِ } يا محمد : { الْحَمْدُ لِلَّهِ{[3787]} وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى } أمره أن يحمد على نصرة أوليائه وإهلاك أعدائه وأن السلام على عباد الله المصطفين الأخيار ، وهم الأنبياء ، وهن ابن عباس هم الصحابة اصطفاهم لنبيه رضي الله عنهم ، { آللَّهُ } الذي نجّي من وحّده من الهلاك ، { خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ } الأصنام التي لم تغن شيئا عن عابديها ، وهو إلزام لهم وتسفيه لرأيهم ، فمن المعلوم ألا خير{[3788]} فيما أشركوه أصلا .


[3787]:لما فرغ من تلك القصص أمر نبيه بحمده، وبالسلام على المصطفين على نصره أوليائه وإهلاك أعداءه، ثم أخذ في مباينة واجب الوجود للأصنام التي أشركوها مع الله تعالى، فقال: {الله خير أما يشركون} الآية/ 12 وجيز.
[3788]:وهم اعتقدوا فيه نفعا بالجهل، ولهذا عبر عنه بما لا بمن، هذا ما في الوجيز، وفي الفتح: وهذه الخبرية ليست بمعناها الأصلي، بل هي كقول الشاعر: أتهجوه ولست له بكفء *** فشر كما لخير كما الفداء فيكون ما في الآية من باب التهكم بهم، إذ لا خير فيهم أصلا /12 فتح.