الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَىٰٓۗ ءَآللَّهُ خَيۡرٌ أَمَّا يُشۡرِكُونَ} (59)

قوله : { قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ } : العامَّةُ على كسرِ لام " قُلِ " لالتقاءِ الساكنين . وأبو السَّمَّال بفتحِها تخفيفاً ، وكذا في قولِه : { وَقُلِ الْحَمْدُ للَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ } [ النمل : 93 ] . و " سلامٌ " مبتدأٌ سَوَّغَ الابتداءَ به كونُه دعاءً .

قوله : " أَمْ ما " " أم " هذه متصلةٌ عاطفةٌ لاستكمالِ شروطِها . والتقديرُ : أيُّهما خيرٌ ؟ و " خيرٌ " : إمَّا تفضيلٌ على رغمِ الكفارِ وإلزامِ الخَصْمِ ، أو صفةٌ لا تفضيلَ فيها . و " ما " في " أَمْ ما " بمعنى الذي . وقيل : مصدرٌ . وذلك على حَذْفِ مضافٍ من الأولِ أي : أتوحيدُ اللهِ خيرٌ أم شِرْكُهم .

وقرأ أبو عمرو وعاصم " أَمْ ما يُشْرِكون " بالغَيْبَةِ حَمْلاً على ما قبلَه من قوله . . . .