{ قل الحمد لله } قال الفراء ، قال أهل المعاني : قيل للوط قل الحمد لله على هلاكهم ، وخالفه جماعة المفسرين فقالوا : إن هذا خطاب لنبينا صلى الله عليه وسلم أي : قل الحمد لله على هلاك كفار الأمم الخالية ، قال النحاس : هذا أولى لأن القرآن منزل على النبي صلى الله عليه وسلم ، وكل ما فيه مخاطب به ، إلا ما لم يصح معناه إلا لغيره ، وكان هذا صدر خطبة لما يلقى من البراهين الدالة على الوحدانية ، والعلم والقدرة الآتي ذكرها بقوله : أمن خلق الخ قيل : والمراد بقوله :
{ وسلام على عباده الذين اصطفى } أمته صلى الله عليه وسلم والأولى حمله على العموم ، وهم كل المؤمنين من السابقين واللاحقين ، فيدخل في ذلك الأنبياء وأتباعهم ، قال ابن عباس : هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم اصطفاهم الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وروي مثله عن سفيان الثوري ؛ والأولى ما قدمناه من التعميم ، فيدخل في ذلك أصحابه صلى الله عليه وسلم دخولا أوليا ، وهو تعليم لكل متكلم في كل أمر ذي بال ، بأن يتبرك بهما ويستظهر لمكانهما .
{ آلله ؟ } فيه وجهان يجريان في خمسة مواضع في القرآن غير هذا الموضع أحدهما تسهيل الهمزة الثانية مقصودة ، والثاني إبدالها ألفا ممدودة مدا لازما والمعنى الله الذي ذكرت أفعاله ، وصفاته الدالة على عظيم قدرته .
{ خير أما يشركون ؟ } به من الأصنام وفيه تبكيت للمشركين : وإلزام الحجة عليهم بعد هلاك الكفار و ( أم ) هذه متصلة عاطفة لاستكمال شروطها ، والتقدير أيهما خير ، وهذه الخيرية ليست بمعناها الأصلي ، بل هي كقول الشاعر :
أتهجوه ولست له بكفء ؟ *** فشركما لخيركما الفداء
فيكون ما في الآية من باب التهكم بهم ، إذ لا خير فيهم أصلا ، وقد حكى سيبويه : إن العرب تقول : السعادة أحب إليك أم شقاوة ولا خير في الشقاوة أصلا ، وقيل : المعنى أثواب الله خير ؟ أم عقاب ما تشركون به ؟ وقيل : قال لهم ذلك جريا على اعتقادهم ، لأنهم كانوا يعتقدون أن في عبادة الأصنام خيرا . وقيل : المراد من هذا الاستفهام الخبر ، وقرأ الجمهور تشركون بالفوقية على الخطاب وقرئ بالتحية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.