{ قُلِ الحمد لِلَّهِ وسلام على عِبَادِهِ } قال الفراء : قال أهل المعاني : قيل للوط قل الحمد لله على هلاكهم ، وخالفه جماعة فقالوا : إن هذا خطاب لنبينا صلى الله عليه وسلم ، أي قيل الحمد لله على هلاك كفار الأمم الخالية ، وسلام على عباده { الذين اصطفى } قال النحاس : وهذا أولى ؛ لأن القرآن منزل على النبي صلى الله عليه وسلم ، وكلّ ما فيه فهو مخاطب به إلاّ ما لم يصحّ معناه إلا لغيره . قيل والمراد بعباده الذين اصطفى : أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، والأولى حمله على العموم ، فيدخل في ذلك الأنبياء وأتباعهم { ءَآللَّهِ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ } أي آلله الذي ذكرت أفعاله وصفاته الدالة على عظيم قدرته خير أما يشركون به من الأصنام ، وهذه الخيرية ليست بمعناها الأصلي ، بل هي كقول الشاعر :
أتهجوه ولست له بكفء *** فشركما لخيركما الفداء
فيكون ما في الآية من باب التهكم بهم ، إذ لا خير فيهم أصلاً . وقد حكى سيبويه أن العرب تقول : السعادة أحبّ إليك أم الشقاوة ، ولا خير في الشقاوة أصلاً . وقيل المعنى : أثواب الله خير ، أم عقاب ما تشركون به ؟ وقيل : قال لهم ذلك جرياً على اعتقادهم ، لأنهم كانوا يعتقدون أن في عبادة الأصنام خيراً . وقيل المراد من هذا الاستفهام الخبر . قرأ الجمهور : { تشركون } بالفوقية على الخطاب ، وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم . وقرأ أبو عمرو وعاصم ويعقوب { يشركون } بالتحتية ، و«أم » في { أَمَّا يُشْرِكُونَ } هي المتصلة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.