الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَىٰٓۗ ءَآللَّهُ خَيۡرٌ أَمَّا يُشۡرِكُونَ} (59)

{ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ } قال الفرّاء : قيل للوط : { قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ } على هلاك كفار قومي .

وقال الباقون : الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعني و { قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ } على هلاك كفّار الأُمم الخالية ، وقال مقاتل : على ما علّمك هذا الأمر . الآخرون : على جميع نعمه .

{ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى } لرسالاته وهم الأنبياء( عليهم السلام ) ، عن مقاتل دليله قوله :

{ وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ } [ الصافات : 181 ] وأخبرني عبدالله بن حامد قال : أخبرنا السدي . قال : حدّثنا أحمد بن نجدة . قال : حدّثنا الحماني . قال : حدّثنا الحكم بن طهر ، عن السدّي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس { وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى } قال : أصحاب محمّد( عليه السلام ) . وأخبرني عبدالرحيم بن إبراهيم بن محمّد العدل بقراءتي عليه ، قال : أخبرني عبدالله بن محمّد بن مسلم ، فيما أجازه لي أنّ محمّد بن إدريس حدّثهم ، قال : حدّثنا الحميدي . قال : سمعت سفيان سُئل عن { عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى } قال : هم أصحاب محمّد .

وقال الكلبي : هم أُمّة محمّد اصطفاهم الله لمعرفته وطاعته ، ثمّ قال إلزاماً للحجّة : { ءَاللَّهُ } القراءة بهمزة ممدودة وكذلك كلّ إستفهام فيه ألف وصل ، مثل قوله : ( آلذين وآلآن ) جعلت المدّة علماً بين الاستفهام والخبر ، ومعنى الآية : آلله الذي صنع هذه الأشياء { خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ } من الأصنام ، وقرأ عاصم وأهل البصرة ( بالياء ) ، الباقون ( بالتاء ) ، وكان النبي ( عليه السلام ) إذا قرأ هذه الآية قال : «بل الله خيرٌ وأبقى وأجلّ وأكرم » .