الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَىٰٓۗ ءَآللَّهُ خَيۡرٌ أَمَّا يُشۡرِكُونَ} (59)

وقوله تعالى : { قُلِ الحمد لِلَّهِ وسلام على عِبَادِهِ الذين اصطفى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَا يُشْرِكُونَ } [ النمل : 59 ] .

هذا ابتداء تقريرٍ وتنبيهٍ لقريشٍ والعربِ وهو بعدُ يَعُمُّ كلَّ مُكَلَّفٍ من الناس جميعاً ، وافتتح ذَلِكَ بالقولِ بحمدِه سبحانَه وتمجيدِه وبالسلام على عباده الذين اصْطَفَاهُمْ للنبوءة والإيمانِ ، فهذا اللفظُ عَام لجمعيهم من ولد آدم ، وكأنَّ هذا صدرُ خُطْبَةٍ للتقريرِ المذكورِ ، قالتْ فرقة : وفي الآية حذْفُ مضافٍ في موْضِعَيْن التقدير : أتوحيدُ اللّهِ خيرٌ أم عبادةٌ ما تشركونَ ف«ما » ، على هذا : موصولةٌ بمعنى : الذي ، وقالت فرقة : «ما » مصدريةٌ ، وحذفُ المضافِ إنما هو أولاً تَقْديرُه : أتوحيدُ اللّه خير أم شركُكُمْ .

( ت ) : ومِنْ كلاَم الشيخ العارفِ باللّه أَبى الحسن الشاذليِّ قَال رحمه اللّه : ( إن أردتَ أَن لا يصدأَ لكَ قلبٌ ولا يلحقك همٌّ ولا كربٌ ولا يبقَى عليكَ ذنبٌ فأكْثِرْ من قولك : «سبحان اللّه وبحمده سبحان اللّه العظيم لا إله إلا اللّه ، اللهم ثبِّتْ عِلْمَها في قلبي ، واغفر لي ذنبي ، واغفر للمؤمنينَ والمؤمناتِ ، وقل الحمد للَّه وسلام على عباده الذين اصطفى ) انتهى .