قوله تعالى{[39244]} : { قُلِ الحمد لِلَّهِ } الآية ، العامة على كسر لام قل ، لالتقاء الساكنين ، وأبو السمال بفتحها{[39245]} تخفيفاً ، وكذا في قوله : { وَقُلِ الحمد للَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ } [ النمل : 93 ] ، «وَسَلاَمٌ » : مبتدأ ، سوَّغ الابتداء به كونه دعاء .
المعنى : «الحمد لله » على هلاكهم ، وهذا خطاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر أن يحمد الله على هلاك كفار الأمم الخالية ، و { وَسَلاَمٌ على عِبَادِهِ الذين اصطفى } بأن أرسلهم ونجّاهم{[39246]} . وقيل : هذا كلام مبتدأ ، فإنه تعالى لما ذكر أحوال الأنبياء - عليهم السلام{[39247]} - وكان محمد - عليه السلام{[39248]} - كالمخالف لمن قبله - في العذاب ؛ لأن عذاب الاستئصال مرتفع عن قومه - أمره الله تعالى بأن يشكر ربّه على ما خصّه به من هذه النعم ، وبأن يسلم على الأنبياء الذين صبروا على مشاق الرسالة{[39249]} .
قوله : { وَسَلاَمٌ على عِبَادِهِ الذين اصطفى } قال مقاتل : هم الأنبياء والمرسلون بدليل قوله تعالى : { وَسَلاَمٌ على المرسلين }{[39250]} [ الصافات : 181 ] . وقال ابن عباس - في رواية أبي مالك - هم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم{[39251]} - وقال الكلبي : هم أمة محمد{[39252]} وقيل : هم كل المؤمنين من السابقين واللاحقين{[39253]} .
قوله : «أَمّا » أمْ هذه متصلة عاطفة ، لاستكمال شروطها{[39254]} ، والتقدير : أَيُّهُمَا خَيْرٌ ، و «خَيْرٌ » إمَّا تفضيل - على زعم الكفار - وإلزام{[39255]} الخصم ، أو صفةٌ لا تفضيل فيها{[39256]} . و «مَا » في «أَمْ مَا » بمعنى الذي ، وقيل : مصدرية ، وذلك على حذف مضاف من الأول ، أي أتوحيد الله خير أم شرككم{[39257]} ؟ وقرأ أبو عمرو وعاصم : «أَمَّا يُشْرِكُونَ » بالغيبة حملاً على ما قبله من قوله : «وَأَمْطَرنَا عَلَيْهِمْ » ، وما بعده من قوله : «بَلْ أَكْثَرَهُمْ » ، والباقون على الخطاب{[39258]} ، وهو التفات للكفار ، بعد خطاب نبيه - عليه السلام{[39259]} - وهذا تبكيت للمشركين بحالهم ، لأنهم آثروا عبادة الأصنام على عبادة الله تعالى ، ولا يؤثر عاقل شيئاً على شيء إلا لزيادة خير ومنفعة ، فقيل لهم هذا الكلام تنبيهاً لهم على نهاية ضلالهم وجهلهم{[39260]} ، وروي أنّ رسول - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأها قال : «بل الله خير وأبقى وأجل وأكرم »{[39261]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.