ثم قال : { قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى }{[52753]} أي قل يا محمد الحمد لله .
وقال الفراء{[52754]} معناه{[52755]} : قل يا لوط الحمد لله على هلاكهم . { وسلام على عباده الذين اصطفى{[52756]} } والقول الأول أحسن{[52757]} لأن القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم نزل ، فهو المخاطب والمعنى : قل يا محمد الحمد لله على نعمه وتوفيقه لكم . { وسلام على عباده }[ 61 ] ، أي وأمنه من عقابه الذي عاقب به قوم لوط ، وصالح ، على عباده الذين اجتباهم{[52758]} لمحمد صلى الله عليه وسلم{[52759]} فجعلهم له أصحابا{[52760]} ووزراء على الدين الذي بعثه بالدعاء إليه .
قال{[52761]} ابن عباس{[52762]} : { على عباده الذين اصطفى }[ 61 ] ، أصحاب محمد عليه السلام{[52763]} وقاله{[52764]} الثوري .
ثم قال : { ءآلله{[52765]}خير أما تشركون }{[52766]} أجاز أبو حاتم{[52767]} تحقيق الهمزتين في " ءآلله " {[52768]} ولم يوافقه على ذلك أحد ، والمعنى : أثواب الله خير أم ثواب ما تشركون ؟
وقيل : " خير " هنا ليست أفعل . والمعنى : الله ذو خير أم ما تشركون ؟ وقيل : إنما أتى هذا لأنهم كانوا يعتقدون ، ويظنون أن في عبادة الأصنام خيرا{[52769]} ، وفي عبادة غيرها شرا ، فخوطبوا{[52770]} على ما كانوا{[52771]} يظنون ، ويعتقدون ، لا على غير ذلك .
وحكى سيبويه : الشقاء أحب / إليك أم السعادة ؟ وهو{[52772]} يعلم أن السعادة أحب إليه .
وقيل : لفظ الاستفهام في هذا مجاز ، ومعناه التبيين{[52773]} لهم أن الله خير لهم مما يشركون به من الأصنام ، وهذا النص يدل على أن{[52774]} الدعاوى في الديانات لا تصح إلا ببرهان وحجة{[52775]} تدل{[52776]} على صحة ذلك ، ولو كان الأمر على غير ذلك لم يطلب من هؤلاء برهان وحجة{[52777]} على ما يدعون{[52778]} .
والمعنى : عند الطبري{[52779]} : قل يا محمد للمشركين ، الله الذي أنعم على أوليائه بالنعم التي قصها عليكم : { خير{[52780]} أما تشركون{[52781]} }[ 61 ] من أوثانكم التي لا تنفعكم ، ولا تضركم ، و لا تدفع عن أنفسها ، ولا عن أوليائها شرا ، ولا تجلب نفعا{[52782]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.