جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ} (65)

{ قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ{[3792]} إِلَّا اللَّهُ } ، لما بين اختصاصه بكمال القدرة أتبعه ما هو كاللازم له ، وهو التفرد بعلم الغيب ، وقد ذكر أنها نزلت حين سأل المشركون متى البعث والإعادة ، والاستثناء منقطع ، ورفعه على لغة بني تميم ، واختيار تلك اللغة لنكتة ، وهي المبالغة في نفي علم الغيب عن غيره كما قالوا في :

وبلدة ليس بها أنيس *** إلا اليعافير وإلا العيس{[3793]}

والمراد بمن فيهما الموجودون ، فإن العوام يحسبون أن كل موجود فيهما البتة ، فعلى هذا الاستثناء متصل ، { وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ{[3794]} } : متى ينشرون ،


[3792]:ولا يخفى على من له أدنى فهم، أن من أخبره الله بشيء من المغيبات لم يصدق عليه بحال أنه عالم الغيب، كيف وهو جاهل إلا بما لقنه ؟! /12 وجيز.
[3793]:رجز لجران العود في ديوانه ص 97.
[3794]:نقل محيي السنة إن هذه الآية نزلت، حين سأل المشركون تهكما متى البعث والإعادة ؟/ 12 وجيز.