غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَمَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَمَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (64)

45

ثم استدل بأحوال المبدأ والمعاد وما بينهما وذلك أنهم كانوا معترفين بالإبداء ودلالة الإبداء على الإعادة دلالة ظاهرة فكأنهم كانوا مقرين بالإعادة أيضاً ، فاحتج عليهم بذلك لذلك . والرزق من السماء الماء ومن الأرض النبات واعلم أن الله سبحانه ذكر قوله { أءله مع الله } في خمس آيات على التوالي وختم الأولى بقوله { بل هم قوم يعدلون } ثم بقوله { بل أكثرهم لا يعلمون } ثم بقوله { قليلاً ما تذكرون } ثم بقوله { تعالى الله عما يشركون } ثم { هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } والسر فيه أن أول الذنوب العدول عن الحق ، ثم لم يعلموا ولو علموا ما عدلوا ، ثم لم يتذكروا فيعلموا بالنظر والاستدلال فأشركوا من غير حجة وبرهان . قل لهم يا محمد : هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين أن مع الله إلهاً آخر .

/خ66