جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{بَلِ ٱدَّـٰرَكَ عِلۡمُهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّنۡهَاۖ بَلۡ هُم مِّنۡهَا عَمُونَ} (66)

{ بَلِ ادَّارَكَ{[3795]} عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ } انتهى واضمحل ، في شأن الآخرة لا يقرون بوجوده سيما بوقته ، وقراءة ( ادّراك ) . بمعناه ، أي : تتابع حتى انقطع قيل : بمعنى تلاحق ، وتساوى أي : هم في الجهل في أمر الآخرة سواء ، أو بمعنى أدرك وانتهى وتكامل وإدراك : تتابع ، واستحكم علمهم في يوم القيامة حين عاينوها ، ولا ينفعهم العلم كما قال تعالى : { أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا } [ مريم : 38 ] ، الآية ، { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا } أي : لا يقرون بوجودها ، بل هم الشك فيها فإن عدم الإقرار بشيء قد يكون لعدم التوجه إليه ، وقد يكون بعده ، والثاني أقبح ، ويحسن الإضراب ، { بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ{[3796]} } : عيون قلوبهم عمي ، ومنشؤ عماهم الآخرة ، فلذلك عداه بمن دون عن ، فإن الكفر بها صيرهم أضل من البهائم ، وهذا وإن كان خاصا بالمشركين ممن في السماوات والأرض ، نسب إلى الجميع كما يسند فعل البعض إلى الكل .


[3795]:كذا أوردها المنصف على وجه للقراءة.
[3796]:ولما ذكر أنهم غير مقرين، بل شاكون عمي القلوب، أثبت بالدليل فقال: {وقال الذين كفروا} الآية/ 12وجيز.