تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا} (26)

ثم ذكر يهود أهل قريظة حي بن أخطب ومن معه الذين أعانوا المشركين يوم الخندق على قتال النبي صلى الله عليه وسلم فقال عز وجل { وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم } يعني أعانوهم ، تعني اليهود أعانوا المشركين على قتال النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وذلك أن الله عز وجل حين هزم المشركين عن الخندق بالريح والملائكة أتى جبريل عليه السلام على فرس ، فقال صلى الله عليه وسلم يا جبريل ، ما هذا الغبار على وجه الفرس ، فقال : هذا الغبار من الريح التي أرسلها الله على أبي سفيان ومن معه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمسح الغبار عن وجه الفرس وعن سرجه ، فقال له جبريل عليه السلام : سر إلى بني قريظة فإن الله عز وجل داقهم لك دق البيض على الصفا .

فسار النبي صلى الله عليه وسلم إلى يهود بني قريظة فحاصرهم إحدى وعشرين ليلة ثم نزلوا على حكم سعد بن معاذ الأنصاري فحكم عليهم سعد أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم فكبر النبي صلى الله عليه وسلم وقال : لقد حكم الله عز وجل ولقد رضي الله على عرشه بحكم سعد ، وذلك أن جبريل كان قال للنبي صلى الله عليه وسلم : سر إلى بني قريظة فاتقل مقاتلتهم واسب ذراريهم فإن الله عز وجل قد أذن لك فهم لك طعمة ، فذلك قوله عز وجل :{ وأنزل الذين ظاهروهم } يعني اليهود أعانوا أبا سفيان { من أهل الكتاب } يعني فريظة { من صياصيهم } يعني من حصونهم { وقذف في قلوبهم الرعب فريقا } يعني طائفة { تقتلون } فقتل منهم أربعمائة وخمسين رجلا { وتأسرون فريقا } آية يعني وتسبون طائفة سبعمائة وخمسين