بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا} (26)

وغنم الله عز وجل رسوله أموال بني قريظة ، وذراريها ، فقسمها بين المسلمين . فنزل قوله تعالى : { وَأَنزَلَ الذين ظاهروهم } يعني : عاونوهم { مّنْ أَهْلِ الكتاب } وهم بنو قريظة { مِن صَيَاصِيهِمْ } يعني : من قصورهم ، وحصونهم ، وأصل الصياصي في اللغة : قرون الثور لأنه يتحصن به . فقيل : للحصون صياصي لأنها تمنع .

ثم قال : { وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرعب } حين انهزم الأحزاب { فَرِيقاً تَقْتُلُونَ } يعني : رجالهم { وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً } تسبون طائفة وهم النساء والصبيان . قال مقاتل : قتل أربعمائة وخمسون رجلاً ، وسبي من النساء والصبيان ستمائة وخمسون . وقال في رواية الكلبي : كانوا سبعمائة فقسمها بين المهاجرين .