ثم قال تعالى : { وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم } يعني بني النضير وبني قريظة عاونوا المشركين على النبي وأصحابه فأنزلهم الله من حصونهم { وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون } يعني المقاتلة .
{ وتاسرون فريقا } يعني النساء والصبيان كما حكم فيهم سعد ، لأنهم حكموه أنفسهم لحلف كان بينهم وبين قوم سعد فطمعوا أن يميل معهم ، فلم تأخذه في الله لومة لائم ، وحكم بقتل مقاتلهم وسبي ذراريهم وقد مضى ذكر ذلك .
وأصل الصيصة ما تمتنع به ، فلذلك قيل للحصن صيصية لأنه يمتنع به ، ولذلك يقال لقرون البقر صياصي لأنها يمتنع بها{[55419]} .
وذكر قتادة وغيره : " أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذهاب الأحزاب عنه دخل بيت زينب بنت جحش{[55420]} يغسل رأسه ، فبينما هو يغسله إذ أتاه جبريل صلى الله عليه وسلم ، فقال عفا الله عنك ، ما وضعت الملائكة سلاحها منذ أربعين ليلة ، فانهض إلى بني قريظة فإني قد قطعت أوتادهم وفتحت أبوابهم وتركتهم في زلزال وبلبال{[55421]} فاستلأم{[55422]} صلى الله عليه وسلم ، ثم سلك شق بني غنم{[55423]} ، فاتبعه الناس ، فأتاهم رسول الله فحاصرهم ، وناداهم يا إخوة القرود ، فقالوا : يا أبا القاسم ما كنت فاحشا ، فنزلوا على حكم سعد فحكم بقتل مقاتلهم وكانوا ست مائة وسبي ذراريهم وقسم عقارهم بين المهاجرين دون الأنصار ، فقال : قومه : أأثرت المهاجرين بالعقار علينا ، قال : فإنكم كنتم ذوي عقار وأن المهاجرين لا عقار لهم " {[55424]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.