محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا} (26)

{ وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم } أي عاونوا الأحزاب وساعدوهم على حرب الرسول صلى الله عليه وسلم { مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ } يعني بني قريظة . وهم طائفة من اليهود ، كان نزل آباؤهم الحجاز لما فروا من الاضطهاد وتشتتوا كل شتات في أطراف البلاد { مِن صَيَاصِيهِمْ } أي حصونهم وآطامهم التي كانوا فيها { وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ } أي الخوف ، جزاء وفاقا .

قال ابن كثير : لأنهم كانوا مالئوا المشركين على حرب النبي صلى الله عليه وسلم – وليس من يعلم كمن لا يعلم – وأخافوا المسلمين وراموا قتلهم ليعزوا في الدنيا . فانعكس عليهم الحال وانقلب إليهم القتال ، لما انشمر المشركون وراحوا بصفقة المغبون . فكما راموا العز ذلوا . وأرادوا استئصال المسلمين فاستئصلوا . ولهذا قال تعالى : { فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا } يعني قتل الرجال المقاتلة ، وسبي الذراري والنساء .

روى الإمام أحمد {[6144]} عن عطية القرظي قال : ( عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم القريظة فشكوا في . فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن ينظروا : هل أنبت بعد ؟ فنظروني فلم يجدوني أنبت . فخلى عني ، وألحقني بالسبي ) .

وكذا رواه أهل ( السنن ) كلهم : وقال الترمذي : حسن صحيح .


[6144]:أخرجه في المسند بالصفحة رقم 310 من الجزء الرابع (طبعة الحلبي).