التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا} (26)

قوله تعالى { وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤها وكان الله على كل شيء قديرا } .

قال مسلم : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء الهمداني ، كلاهما عن ابن نمير . قال ابن العلاء : حدثنا بن نمير ، حدثنا هشام عن أبيه ، عن عائشة . قالت : أصيب سعد يوم الخندق . رماه رجل من قريش- يقال له : ابن العرقة- رماه في الأكحل . فضر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد يعوده من قريب . فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق وضع السلاح . فاغتسل . فأتاه جبريل وهو ينفض رأسه من الغبار . فقال : وضعت السلاح ؟ والله ! ما وضعناه . اخرج إليهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فأين ) ؟ فأشار إلى بني قريظة . فقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم . فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم فيهم إلى سعد . قال : فإني أحكم فيهم أن تُقتل المقاتلة ، وأن تُسبى الذرية والنساء ، وتُقسم أموالهم .

( صحيح مسلم 3/1389 ك الجهاد والسير ، ب جواز قتال من نقض العهد . . . ح1769 ) .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد { وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب } قال : قريظة ، يقول : أنزلهم من صياصيهم .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله { وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب } وهم بنو قريظة ، ظاهروا أبا سفيان وراسلوه ، فنكثوا العهد الذي بينهم وبين نبي الله .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد { من صياصيهم } يقول : أنزلهم من صياصيهم ، قال : قصورهم .

أخرج عبد الرزاق والطبري بسنديهما الصحيح عن قتادة قوله { من صياصيهم } أي من حصونهم وآطامهم .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { فريقا تقتلون } الذين ضربت أعناقهم { وتأسرون فريقا } الذين سبوا .