الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا} (26)

قوله : { وَأَنزَلَ الَّذِينَ } : أي وأنزل اللَّهُ . و { مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ } بيانٌ للموصولِ فيتعلَّقُ بمحذوفٍ . ويجوز أن يكونَ حالاً . و " مِنْ صَياصِيْهم " متعلِّقٌ ب " أَنْزل " و " مِنْ " لابتداءِ الغاية . والصَّياصِي جمعُ " صِيْصِيَة " وهي الحصونُ . ويقال لكل ما يُمتنع به ويُتَحَصَّن : صِيْصيَة . ومنه قيل لقَرْنِ الثور ولشوكة الديك : صِيْصِيَة . والصَّياصِي أيضاً : شَوْك الحاكَةِ ويُتَّخَذُ مِنْ حديد قال دُرَيْد بن الصِّمَّة : 3690 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** كوَقْعِ الصَّياصِيْ في النسيجِ المُمَدَّدِ

قوله : " فريقاً تَقْتُلون " " فريقاً " منصوبٌ بما بعده . وكذلك " فريقاً " منصوب بما قبله . والجملةُ مبيِّنَةٌ ومقررةٌ لقَذْفِ الله الرعبَ في قلوبهم . والعامَّةُ على الخطابِ في الفعلين . وابن ذكوان في روايةٍ بالغَيْبةِ فيهما . واليمانيُّ بالغَيْبة في الأول فقط . وأبو حيوة " تَأْسرون " بضم السين .