نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{لِّيَسۡـَٔلَ ٱلصَّـٰدِقِينَ عَن صِدۡقِهِمۡۚ وَأَعَدَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابًا أَلِيمٗا} (8)

ولما كان الأخذ على النبيين في ذلك اخذاً على أممهم ، وكان الكفر معذباً عليه من غير شرط ، والطاعة مثاباً عليها{[55099]} بشرط الإخلاص علله ، معبراً بما هو مقصود السورة فقال ملتفتاً إلى مقام الغيبة لتعظيم الهيبة لأن الخطاب إذا طال استأنس المخاطب : { ليسأل } أي يوم القيامة { الصادقين } أي في الوفاء بالعهد { عن صدقهم } هل هو لله{[55100]} خالصاً{[55101]} أو لا ، تشريفاً لهم{[55102]} وإهانة وتبكيتاً للكاذبين{[55103]} ، ويسأل الكافرين عن كفرهم ما الذي حملهم عليه ، والحال أنه أعد للصادقين ثواباً عظيما { وأعد للكافرين } أي الساترين لإشراق أنوار الميثاق { عذاباً أليماً } فالآية ، من محاسن رياض الاحتباك ، وإنما صرح بسؤال الصادق بشارة له{[55104]} بتشريفه في ذلك الموقف العظيم ، وطوى سؤال الكفار إشارة إلى استهانتهم بفضيحة الكذب{ ويحلفون على الكذب{[55105]} وهم يعلمون }[ المجادلة : 14 ] { فيحلفون له كما يحلفون لكم }{[55106]}[ المجادلة : 18 ] وذكر ما هو أنكى لهم .


[55099]:في ظ: عليه.
[55100]:زيد من ظ وم ومد.
[55101]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: خالص.
[55102]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: له.
[55103]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: للكافرين.
[55104]:سقط من ظ.
[55105]:زيد من ظ وم ومد والقرآن الكريم سورة 58 آية 14.
[55106]:سورة 58 آية 18.